فصل: تفسير الآية رقم (1):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (91):

{فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91)}
{فَسَلامٌ} {أَصْحَابِ}
(91)- فَتَقُولُ لَهُ المَلائِكَةُ: لا بَأْسَ عَلَيْكَ وَأَنْتَ سَالِمٌ، أَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ اليَمِينِ.

.تفسير الآية رقم (92):

{وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92)}
(92)- وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الكَفَرَةِ المُكَذِّبِينَ بِاللهِ، وَبِالكُتُبِ وَالرُّسُلِ، وَبِالبَعْثِ وَالحِسَابِ..

.تفسير الآية رقم (93):

{فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93)}
(93)- فَيَكُونُ قِراهُ، وَزَادُ الضِّيَافَةِ الذِي يَنْتَظِرُهُ، مَاءً شَدِيدَ الحَرَارَةِ.
فَنُزُلٌ- فَلَهُ قِرىً وَضِيَافَةٌ.
الحَمِيمُ- المَاءُ الذِي تَنَاهَتْ حَرَارَتُهُ فِي الشِّدِّةِ.

.تفسير الآية رقم (94):

{وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)}
(94)- وَيَدْخُلُ نَارَ جَهَنَّمَ لِيَصْلاهَا فَتَغْمُرُهُ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِهِ.
تَصْلِيَةُ- مُقَاسَاةٌ لِحَرِّ النَّارِ.

.تفسير الآية رقم (95):

{إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95)}
(95)- وَهَذَا هُوَ الخَبَرُ اليَقِينُ الحَقُّ الذِي لا شَكَّ فِيهِ.

.تفسير الآية رقم (96):

{فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)}
(96)- وَبَعْدَ أَنِ اسْتَبَانَ الحَقُّ، وَظَهَرَ اليَقِينُ، فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ، وَنَزِّهْهُ عَمَّا لا يَلِيقُ بِجَنَابِهِ الكَرِيمِ.

.سورة الحديد:

.تفسير الآية رقم (1):

{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)}
{السماوات}
(1)- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالى عِبَادَهُ بِأَنَّهُ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ، وَمَا فِي الأَرْضِ تَعْظِيماً لَهُ، وَإِقْرَاراً بِربُوبِيَّتِهِ، وَخُضُوعاً لِجَلالِهِ، وَكُلُّ شَيٍءٍ فِي الوُجُودِ يُسَبِّحُ بِحَمْدِ رَبِّهِ، وَيُنزِّهُهُ عَنْ صِفَاتِ النَّقْصِ وَالعَجْزِ، وَلَكِنَّ النَّاسَ لا يَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ- كَمَا جَاءَ فِي آيَةٍ أُخْرَى- وَهُوَ تَعَالَى العَزِيزُ الذِي لا يُغَالَبُ، الحَكِيمُ في شَرْعِهِ وَقَدَرِهِ وَتَدْبِيرِهِ.
سَبَّح للهِ- نَزَّهَهُ وَمَجَّدَهُ وَدَلَّ عَلَيهِ.

.تفسير الآية رقم (2):

{لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2)}
{السماوات}
(2)- وَهُوَ تَعَالَى المَالِكُ المُتَصَرِّفُ فِي الوُجُودِ كُلِّهِ تَصَرُّفاً مُطْلَقاً، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيءٍ، فَمَا شَاءَ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ.

.تفسير الآية رقم (3):

{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)}
{الآخر} {الظاهر}
(3)- وَاللهُ تَعَالَى هُوَ الأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ بِغَيْرِ حَدٍّ، وَهُوَ الآخِرُ بَعْدَ كُلِّ شَيءٍ بِغَيْرِ نِهَايَةٍ، وَهُوَ العَالِي فَوْقَ كُلِّ شَيءٍ، فَلا شَيءَ أَعْلَى مِنْهُ، وَهُوَ البَاطِنُ فَلا شَيءَ أَدْنَى مِنْهُ، وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيءٍ مِنَ الوُجُودِ، فَلا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَيءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ.
الآخِرُ- البَاقِي بَعْدَ فَنَائِهَا.
الظَّاهِرُ- الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ.
البَاطِنُ- الَّذِي لَيْسَ دُوَنُه شَيْءٌ.

.تفسير الآية رقم (4):

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)}
{السماوات} {أَيْنَ مَا}
(4)- وَاللهُ تَعَالَى هُوَ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ خَلْقاً مُبْتَدأً وَدَبَّرَهُنَّ، وَخَلَقَ مَا فِيهِنَّ فِي سِتَّةِ أَيَّامِ (وَهَذِهِ الأَيَّامُ لا يَعْرِفُ كُنْهَهَا أَحَدٌ، وَهِيَ عَلَى كُلِّ حَالٍ لَيْسَتْ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا)، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا يَدْخُلُ فِي الأَرْضِ مِنْ خَلْقٍ، وَمَا يَنْزِل فِيهَا مِنْ حَبَّاتِ المَطَرِ، وَالحَبِّ وَالنَّوْرِ... وَيَعْلَمُ مَا يَخْرُجُ مِنَ الأَرْضِ مِنْ زَرْعٍ وَنَبَاتٍ وَثِمَارٍ وَمَعَادِنَ وَمَاءٍ... وَيَعْلَمُ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَطَرٍ وَغَيْرِهِ، وَيَعْلَمُ مَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ مِنَ الأَرْضِ (يَعْرُجُ فِيهِا) كَالأَبْخِرَةِ المُتَصاعِدَةِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ.. وَهُوَ مُطَّلِعٌ عَلَى أَعْمَالِ العِبَادِ، وَنِيَّاتِهِمْ، أَيْنَمَا كَانُوا، وَيَعْلَمُ مُتَقَلَّبَهُمْ وَمَثْوَاهُمْ.
اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ- اسْتِوَاءً يَلِيقُ بِجَلالِهِ فَوْقَ جَمِيعِ خَلْقِهِ.

.تفسير الآية رقم (5):

{لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5)}
{السماوات}
(5)- وَهُوَ تَعَالَى المَالِكُ المُتَصَرِّفُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ تَصُرُّفاً مُطْلَقاً، وَهُوَ المُدَبِّرُ لأُمْورِهِمَا وَالنَّافِذُ الكَلَمَةِ فِيهِمَا، وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقْضِي بَيْنَهُمْ بِعَدْلِهِ التَّامِّ.

.تفسير الآية رقم (6):

{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6)}
{الليل} {الليل}
(6)- وَهُوَ المُتَصَرِّفُ فِي الخَلْقِ، يُقَلِّبُ اللَّيْلَ والنَّهَارَ، وَيُقَدَّرُهُما بِحِكْمَتِهِ كما يَشَاءُ، فَتَارَةً يَطُولُ اللَّيلُ وَيَقْصُرُ النَّهَارُ، وَتَارَةً يَقْصُرُ اللَّيْلُ وَيَطُولُ النَّهَارُ، وَهُوَ الذِي يُقَلِّبُ الفُصُولَ، وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا تُخْفِيهِ الصُّدُورُ.
يُولِجُ- يُدْخِلُ.

.تفسير الآية رقم (7):

{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7)}
{آمِنُواْ} {آمَنُواْ}
(7)- يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِالإِيْمَانِ بِهِ، وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، عَلَى الوَجْهِ الأَكْمَلِ، وَيَحثُّهُمْ عَلَى الإِنْفَاقِ فِي أَوْجُهِ الطَّاعَاتِ، مِنَ المَالِ الذِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهُ، وَجَعَلَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ عَلَى سَبِيلِ الأَمَانَةِ أَوِ الإِعَارَةِ، لأَنَّ هَذَا المَالَ كَانَ مِنْ قَبْلُ، فِي أَيدِي أُنَاسٍ آخَرِينَ، فَصَارَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ يَمُوتُونَ هُمْ وَيَتْركُونَهُ فَيَخْلُفُهُمْ فِيهِ غَيْرُهُمْ.
وَيُرَغِّبُ اللهُ تَعَالَى العِبَادَ فِي الإِنْفَاقِ فِي أَوْجُهِ الطَّاعَاتِ، فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ الذِينَ آمِنُوا وَأَنْفَقُوا فِي أَوْجُهِ الخَيْرِ وَالبِرِّ سَيَجْزِيهِمْ رَبُّهُمْ جَزَاءً حَسَناً، وَسَيُؤْتِيهِمْ أَجْراً كَبِيراً.
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي، مَالِي، وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8)}
{مِيثَاقَكُمْ}
(8)- وَأَيُّ شَيءٍ يَمْنَعُكُمْ مِنَ الإِيْمَانِ بِاللهِ، وَالرَّسُولُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ يَدْعُوكُمْ إِلَى ذَلِكَ، وَيُبَيِّنُ لَكُم الحُجَجَ والبَرَاهِينَ عَلَى صِحَّةِ مَا جَاءَكُمْ بِهِ، وَقَدْ أَخَذَ اللهُ عَلَيْكُمُ المِيثَاقَ، بِمَا نَصَبَ لَكُمْ مِنَ الأَدْلَّةِ فِي الأَنْفُسِ وَالآفَاقِ، عَلَى وُجُودِهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ، هَذَا إِنْ كُنْتُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى دَلِيلٍ لَتُؤْمِنُوا (أَوْ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالدَّلِيلِ إِذَا جَاءَكُمْ).

.تفسير الآية رقم (9):

{هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9)}
{آيَاتٍ} {بَيِّنَاتٍ} {الظلمات} {لَرَءُوفٌ}
(9)- وَاللهُ تَعَالَى هُوَ الذِي يُنْزِلُ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم آيَاتٍ وَاضِحَاتٍ، لِيُخْرِجَكُمْ بِهَا مِنْ ظُلُمَاتِ الكُفْرِ، إِلَى نُورِ الإِيْمَانِ، ومِنَ الضَّلالَةِ إِلَى الهُدَى، وَمِنْ رَأْفَتِهِ بِكُمْ جَعَلَ لَكُمْ عُقُولاً وَأَفْهَاماً للتَّفَكُّرِ وَالتَّدَبُّرِ فِي آيَاتِ اللهِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْكُم الرُّسُلَ بِالكُتُبِ مِنْهُ تَعَالَى لِتَهْتَدُوا بِهَا إِلَى الإِيْمَانِ بِاللهِ، وَإِلَى عَمَلِ الخَيْرِ، وَالإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللهِ، لِيُدْخِلَكُمُ الجَنَّةَ وَيُجَنِّبَكُمْ عَذَابَ النَّارِ، وَاللهُ عَظِيمُ الرَأْفَةِ بِالعِبَادِ، وَاسِعُ الرَّحْمَةِ لَهُمْ.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)}
{مِيرَاثُ} {السماوات} {قَاتَلَ} {أولئك} {قَاتَلُواْ}
(10)- وَمَا لَكُم يَا أَيُّها النَّاسُ لا تُنْفِقُونَ مِنْ أَمْوالِكم فِي سَبيلِ اللهِ؟ أَتَخْشَوْنَ الفَقْرَ إِنْ أَنْفَقْتُمْ؟ أَنْفِقُوا وَلا تَخْشَوْا شَيْئاً، فَإِنَّ الذِي أَنْفَقْتُمْ أَمْوالَكُمْ فِي سَبِيلهِ هُوَ مَالكُ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، وَقَدْ تَكَفَّلَ بِرِزْقِكُمْ، وَبِالإِخْلافِ عَلَيكُم {وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}. ثُمَّ بَيَّنَ تَعَالى تَفَاوَتَ دَرَجَاتِ المُنْفِقِينَ، بِحَسَبِ تَفَاوُتِ أَحْوَالِهم، فَقالَ: إِنَّهُ لا يَسْتَوي مَنْ آمَنَ، وَهَاجَرَ، وَأَنْفَقَ مَالَهُ في سَبِيلِ اللهِ، قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ (أَوْ قَبْلَ صُلْحِ الحَدَيْبِيَةِ عَلَى قَوْلٍ)، مَعَ مَنْ آمنَ، وَأَنْفَقَ بَعْدَ الفَتْحِ، فَالأَوَّلُونَ أَعْظَمُ دَرجةً عِنْدَ الله، لأنَّ المُؤْمِنينَ قَبْلَ الفَتْحِ كَانُوا قَليلي العَدَدِ، وَواجِبَاتُهُمْ كَثِيرةٌ وَثَقِيلةٌ، أَمَّا بَعْدَ الفَتْحِ فَقَدِ انْتَشَرَ الإِسْلامُ، وَأَمِنَ النَّاسُ. وَاللهُ عَلِيمٌ خَبِيرٌ بِمَا يَعْمَلُهُ العِبَادُ.
وَجَاءَ عَنْ رَسُولِ الله قَوْلُهُ: «لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَباً مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
قَبْلَ الفَتْحِ- فَتْحِ مَكَّةَ أَوْ صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ.
الحُسْنَى- المَثُوبةُ الحَسَنةُ.

.تفسير الآية رقم (11):

{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)}
{فَيُضَاعِفَهُ}
(11)- مَنْ هَذَا الذِي يُنْفِقُ مَالَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَطَمَعاً فِي مَثُوبَتِهِ وَمَرْضَاتِهِ، مُحْتَسِباً أَجْرَهُ عِنْدَ اللهِ، فَيَعُدُّ اللهُ لَهُ ذَلِكَ قَرْضاً للهِ تَعَالَى، فَيُضَاعِفُ لَهُ ذَلِكَ القَرْضَ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً، وَيُثيبُهُ مَثُوبَةً كَرِيمةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ يَوْمَ القِيَامَةِ؟
قَرْضاً حَسَناً- طَيِّبَةً نَفْسُهُ بِهِ أَوْ مُحْتَسِباً بِهِ.

.تفسير الآية رقم (12):

{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)}
{المؤمنات} {وَبِأَيْمَانِهِم} {بُشْرَاكُمُ} {جَنَّاتٌ} {الأنهار} {خَالِدِينَ}
(12)- وَفِي يَوْمِ القِيَامَةِ تَرَى المُتَصَدِّقِينَ، مِنَ المُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ، وَتَكُونُ كُتُبُهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، وَتَقُولُ لَهُمُ المَلائِكَةُ الكِرَامُ: أَبْشِرُوا بِجَنَّاتٍ تَجْرِي الأَنْهَارُ فِي جَنَبَاتِهَا جَزَاءً لَكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى إِيمَانِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ الصَّالِحَةِ، وَهَذَا الذِي فُزْتُمْ بِهِ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ.